-->
ملك الرعب والظواهر الغامضة ملك الرعب والظواهر الغامضة

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شبح في الغابة

 


كان الحاج عمر رجلا كبير السن يعيش مع زوجته وحيدين في منزل كبير فوق تلة بعيدة بعض الشيء عن باقي منازل القرية. كل أبنائه انتقلوا منذ زمن طويل للعيش بعيدا  في المدينة  وناذرا ما يقومون بزيارتهما. 

كانت عادت الحاج عمر أن يخرج مساء لاحتساء كوب من الشاي مع باقي أصدقائه في مقهى شعبي وسط القرية وكان لا يعود إلى بيته حتى يتأخر الوقت كثيرا وذلك ما كان يثير غضب زوجته التي كانت دائما تخاصمه عند عودته. وتخبره بأنها قلقة عليه خاصة وأن منزلهما منعزل عن بيوت باقي الناس والطريق التي يسلكها مظلمة ومليئة بالحيوانات ..

مساء يوم أمس غادر كعادته بيته في اتجاه القرية لقضاء بعض الوقت مع أصقائه، في المقهى استمتع بتبادل أطراف الحديث وشرب الشاي مع أصدقائه لكنه سرعان ما أخبرهم برغبته في المغادرة مبكرا على غير العادة، أخبرهم بأن اليوم خاص بالنسبة له وأنه اشترى هدية لزوجته ويود أن يحتفل معها.

لما كان الرجل في منتصف طريق العودة أحس شعورا غريبا، شعر أن هناك من يراقبه . كلما استعجل الخطى أحس صوت أقدام يقترب منه فيتوقف على الحال : من هناك؟ لماذا تتعقبني، اخرج من هناك؟ لكن لا أحد يجيب.

حاول الحاج عمر أن يقنع نفسه بأن الأمر مجرد تخيلات  ولا أحد معه لكن سرعان ما رأى شبحا أبيض يمر أمامه بسرعة البرق ليتسمرعلى الحال في مكانه وقدماه ترتجفان ه من الخوف. أمسك عصاه بقوة واستعد للدفاع عن نفسه، فنادى من جديد: من أنت؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..وبدأ بتلاوة الأدعية ومختلف الأذكار..

بعد مرور دقائق قليلة وحينما توغل الرجل بين أشجار الغابة الكثيفة، ظهر من جديد الشبح الأبيض، في البداية كان يبدو ككرة تطفو في الهواء لكن حجمها يصبح أكبر وهي تقترب من الرجل الخائف ، حينما وصلت أمامه تشكلت على هيئة أمرأة مخيفة كأنها خرجت للتو من القبر، كانت سيئة المظهر وذات شعر أحمر ومخالب بارزة ويتجاوز طولها المترين ونصف.

- من أنت؟ ماذا تريدين مني؟ قال الرجل.

أجابته المرأة بصوت ذكوري خشن: أنا حبيبتك، لقد انتظرتك هنا لسنوات.

-ماذا ؟

- سآخذك معي، ستتزوجني  وأمنحك كل ما تتمناه أو أجعل منك طعاما لعشائي.

حاول الرجل الهرب لكن المرأة أمسكته من معصمه بإحكام حتى بدأ الدم ينزف منه. فبدأ يصرخ من الألم والخوف بأعلى صوته وهو على وشك أن يفقد عقله ووعيه. بينما كانت تلك المرأة تطلق العنان لضحكاتها الشريرة حتى برزت أنيابها. 

لما تأكد الرجل أنه غير قادر على الهرب وأن حياته في خطر، أخبرها أنه موافق على الزواج منها لكن شريطة أن تبقي على حياته. وأخبرها أنه يحمل معه هديه سيقدمها لها. تعالت من جديد ضحكات المرأة الشريرة وأحست بنشوة الانتصار، لكن بدل الهدية، سرعان ما أخرج الحاج عمر سكينة صغيرة كانت معه في جيبه وغرزها بسرعة في الأرض. لقد تذكر قصة رواها له جده منذ زمن بعيد: توجد في تلك الغابة امرأة تخطف الرجال وتقتلهم والسبيل الوحيد للتخلص منها هو دق مسمار أو شيء حاد في الأرض وذلك ما فعله، فرأى المرأة تتحول من جديد إلى ما يشبه سحابة بيضاء تختفي في الهواء وتصرخ: سأعود يوما ما وسأقضي على كل الرجال..

استجمع الرجل قواه ولم يكد يصدق أنه نجى بأعجوبة من شبح الغابة، فغادر المكان وجسمه ما يزال يرتجف من الخوف. وصل إلى بيته وفي الصباح الباكر قرر بيع بيته ومغادرة القرية من غير رجعة.


Enregistrer un commentaire

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

حمل تطبيق الأذكار

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

جميع الحقوق محفوظة

ملك الرعب والظواهر الغامضة

2021