تحكي لنا جدتي قصة واقعية أغرب من الخيال! تعود أطوارها إلى سنوات غابرة حول فتاة تدعى عائشة. كانت تعشق رجلا حتى الجنون، دام حبهما لسنوات وسنوات لكن أهلهما رفضا علاقتهما وقرروا عدم السماح لهما بالزواج.
جاء يوم فقرر والد عائشة أن يزوجها لابن أخيه لكن الفتاة رفضت وأخبرت حبيبها الأمر فقررا أن يهربا من القرية التي كانا يعيشان بها والزواج رغم معارضة عائلتيهما.
غادرت الفتاة القرية مه حبيبها وتزوجا بعيدا عن أعين والديهما وعاشا سنة ونصف في قرية بعيدة لكن والد الفتاة استشاط غضبا وقرر الانتقام من حبيب ابنته ومحو العار الذي لزم بيته بأي ثمن؛ فاستعان بالسحرة والمشعودين وطلب منهم ايجاد ابنته.
وفي يوم من الأيام حضر رجل غريب إلى القرية وتوجه نحو بيت الأب الغاضب وأخبره أنه يعرف أين ابنته وأن بإمكانه مساعدته. فرح الوالد فرحا شديدا وأكرم ضيفه الذي أدله على مكان ابنته.
في الصباح الباكر توجه الأب وأبناؤه وبعضا من أصدقائه إلى حيث توجد ابنته عائشة وزوجها، حاملين العصي والهراوات ومختلف الأسلحة. أمسكوا بالحبيبين وقيدوا الزوج وأشبعوه ضربا بالهراوات واللكمات ثم نكلوا به أيما تنكيل ولم تنفع توسلات عائشة أمام الحشود الغاضبة التي أجهزت على حياة الحبيب المسكين وأضرمت النار في ما تبقى من جسده.
أعيدت عائشة إلى القريةوحبست في بيت معزول وحرمت من الأكل والشرب حتى حتى هزل جسمها وبرزت عظامها وفارقت الحياة. ودفنت في جبل قريب.
مرت الأيام والسنوات فأصبح الناس ممن زاروا الجبل، يرون فتاة جالسة قرب القبر تمشط شعرها. انتشر الخبر في أرجاء القرية وسرعان ما أخبرهم أحدهم أنها عائشة وأنها عادت لتنتقم من قتلة زوجها.
في إحدى الليالي الباردة عندما كان القمر بدرا وبينما الناس نيام ، شب حريق كبير في منزل عائلة عائشة وتوفي كل الذين كانوا فيه. ولما هب الناس للمساعدة رأوا فتاة تشبه عائشة تمشي وسط الحريق دون أن تنال منها ألسنة اللهب!
في كل شهر عندما يصبح القمر بدرا وعندما ينتصف الليل، أصبح الناس يسمعون صراخ فتاة وبعدها مباشرة يشب حريق في أحد منازل الأشخاص الذين شاركوا في قتل حبيب عائشة!
استمرت الأحداث لشهور حتى غادر كل الذين قتلوا الحبيبين القرية. أما صراخ الفتاة فمازال الناس يسمعونه في الجبل أو في القرية في منتصف الليل عندما يصبح القمر بدرا.
القبر مازال في مكانه والدخان مازال ينبعث من منزل عائشة! قد أزوره يوما وأرسل لكم الصور.
Enregistrer un commentaire