البيت المسحور
ترددت كثيرا قبل أن أكتب في هذا الموضوع، لكنني قررت أن أحكي لكم تجربتي المريرة مع السحر.
قبل عدة سنوات من الآن، كانت لي زوجة وبنتان إحداهما تبلغ من العمر خمس سنوات بينما الأخرى أربعة عشر سنة. كنا نعيش في سعادة وهناء في منزلنا الجميل. كنت أشتغل مهندسا معماريا في شركة للبناء أما زوجتي فكانت تهتم بشؤون البيت وتربية البنات.
كنا نعشق السفر وزيارة مختلف مدن البلاد وكانت ابنتي الكبرى تعشق مشاركة صورنا على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي وربما كان ذلك سببا مباشرا جعل البعض يغار من حياتنا الهانئة وقرر الانتقام منا أشر انتقام. فقبل سنتين تقريبا، وبعد أن نشرت ابنتي صورة لها على صفحتها الخاصة بالانستغرام، لاحظت أن أحدهم قد كتب تحتها تعليقا غريبا: " يبدو ان أحدهم سيعاني قريبا"! اندهشت من ذلك، وقررت التواصل مع صاحب التعليق لكنه سرعان ما حذف منشوره وأغلق حسابه.
تحدتث مع أسرتي الصغيرة في الموضوع واخبرتهم بضرورة توخي الحذر في ما يتم نشره لأن العين حق والحساد كثر. ومنذ ذلك الحين لم نعد ننشر شيئا من صورنا على الأنترنت..
بعد أشهر قليلة، حصلت على ترقية في وظيفتي وقررت الاحتفال بالمناسبة مع بعض من أصدقائي في العمل وجيراني؛ فكان ذلك القرار أسوأ ما قمت به يوما في حياتي! لن تصدقوني إن قلت لكم أن تلك الليلة التي زارني فيها أولئك الأشخاص، كانت نقطة تحول في حياتي إذ كانت بداية للأحداث الغريبة والمشؤومة، فبينما كنت مع المدعويين نتبادل أطراف الحديث، سمعت صراخ زوجتي قادما من المطبخ، هرولت لأستطلع ما حصل فوجدت ابنتي الصغرى على الأرض ويدها ملطخة بالدماء، كانت تحاول استعمال السكين لقطع تفاحة فأحدتث جرحا عميقا في راحة يدها؛ عقمت جرحها ووضعت ضمادات عليه. عدت وطمأنت الناس المدعويين واخبرتهم أن لا شيء يدعو للقلق. وبعد انتهاء العزومة ومغادرة الضيوف؛ شممنا رائحة نتنة منبعثة في كل أرجاء المنزل، بحثنا عن مصدرها فلم نجد شيئا ثم ذهبت لأطمئن على حال ابنتي الصغرى فوجدت حرارتها مرتفعة وتعاني من الحمى؛ فأخذتها إلى المستشفى .. مرت الأيام حتى تحسن حالها لكنها لم تعد قادرة على استخدام يدها مرة أخرى.
وفي يوم آخر، وبينما نحن في البيت، انبعثت من جديد تلك الرائحة النثنة ثم لاحظنا ملامح ابنتنا الكبرى تتغير، فبدأ صوتها يتغير، كانت تتحدث كرجل! وفجأة أمسكت بشعرها وجرته بقوة حتى سال رأسها دما؛ أمسكت بها بكل ما املك من قوة لكي لا تؤدي نفسها لكنها كانت بقوة خمسة رجال! رمتني بعيدا كأنني دمية صغيرة! وأطلقت العنان لضحكات قوية وهي تقول: حان الوقت لأنتقم منكم!
لم نفهم شيئا مما تقول ولم نستوعب ما يحصل إلا أنني اقتربت منها ووضعت يدي على رأسها وتلوت أيات من القرآن الكريم حتى هدأت واستسلمت للنوم.
في الأيام الموالية، بدأت تحصل معنا أحداث غريبة، فتارة نسمع أصواتا قادمة من المطبخ أو الحمام رغم أن لا أحد هناك، وثارة تخبرني زوجتي او بناتي أن شخصا جالس في غرفة المعيشة يشاهد التلفاز و أن أغراض البيت يتم العبث بها باستمرار؛ بينما الرائحة الكريهة تشتد قوة. أما علاقتي بزوجتي فلم تكن على أحسن حال، إذ كنا نتخاصم باستمرار لأتفه الأسباب رغم الحب الكبير الذي كان يجمعنا. وكذلك فأحوالي في العمل لم تكن بخير، إذ قرر مديري نقلي إلى خارج البلاد فلم أستسغ الأمر ليتم فصلي على الفور؛ أما ابنتاي فكانتا تلزمان البيت ولا تذهبان إلى المدرسة.
وفي يوم من الأيام، بدأت ابنتي الكبرى في الصراخ وكانت تضرب برأسها الحائط حاولنا إيقافها لكننا لم نستطع؛ استمرت في حالتها الهستيرية حتى اغشي عليها وانقطع نفسها؛ حملتها على الفور ووضعتها في السيارة وانطلقت بها إلى أقرب مستشفى؛ وبينما أنا أحاول الاطمئنان على حالها، لم أنتبه جيدا للطريق ، لأصطدم على الفور بحيوان يشبه الكلب قادم من الاتجاه المعاكس، فانقلبت سيارتنا!
فتحت عيناي فوجدت نفسي أرقد في المستشفى والضمادات على رأسي ورجلي، حاولت النهوض فلم أستطع، كان الألم يصيب كل نقطة من جسمي! سألت الممرضة التي كانت في الغرفة: ماذا حصل؟ أين أنا؟ أين زوجتي وابنتاي؟
اخبرتني أننا تعرضنا لحادث وأن زوجتي وابنتاي لم تنمكنا من النجاة!
أحسست بألم وحزن عميقين، وتمنيت لوهلت لو أن روحي أخذت بدلهما..
عندما غادرت المستشفى، وعدت إلى البيت، أحسست ان حياتي انتهت فلم أعد أرغب في الأكل أو الشرب؛ أردت فقط أن تنتهي حياتي وألتحق ببزوجتي وبناتي.
ذات يوم زارني أحد الأصدقاء للاطمئنان علي، فلما اخبرته بما حصل معي أخبرني أن أحد زملائي السابقين لطالما تحدث عني بسوء وهو من حصل على مكاني بعد أن غادرت عملي و قرر أن يحضر شيخا لمنزلي. عندما حضر الشيخ أخبرني أن أحدهم وضع سحرا في مدخل منزلنا وكان يريد أذيتنا؛ وبعد زيارات عديدة تمكن من تحديد مكانه، رافقته إلى حديقة المنزل، حمل معولا وبدأ في التلاوة و الحفر؛ وكم كانت دهشتي كبيرة عندما استخرج كيسا صغيرا مدفونا تحت الأرض، فتحه وهو ينفث فيه ويتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة فاستخرج منه صورة لعائلتي وعليها بعض الطلاسم والحروف!
مرت الأيام وسرعان ما استعدت عافيتي وحصلت بسرعة على عمل يناسبني وقررت بدأ حياتي من جديد.
رسالتي إليكم جميعا: إنتبهوا جيدا لأنفسكم واجتنبوا الثقة المفرطة!
Enregistrer un commentaire