القرين

 

هل القرين هو الشيطان أم هو جني بداخل كل إنسان؟

ما هو القرين؟

القرين  كما قال العلماء هو مخلوق من أعلى طبقة من الجن وأقواها ومن صفاته المكر والعناد والخبث.يتميز بكونه لا يُحرق ولا يموت فهو مقرون بالإنسان في الدنيا والله خلقه لأجل ذلك.. وتقوم وظيفته الأساسية على (الوسوسة)، وبالتالي التأثير على مشاعر الإنسان مثل تزيين المعصية والشر وغير ذلك مما يضر الإنسان.

وفي القرآن الكريم آيات لا تدع مجالا للشك في وجود قرين مع كل إنسان وفي السنة النبوية كذلك نصوص تدل على ذلك: : «لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25)الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)» (الآيات 22- 29 من سور ق.)

أما في السنة النبوية فهناك أحاديث تشير إلى وجود القرين ، ففي الحديث الصحيح: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك؟ قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير». (رواه مسلم وأحمد.)

فالإنسان عموماً له قرين من الجن وقرين من الملائكة، فقرين الجن دوره في حياتنا الإغواء ومعلوم أن إبليس أقسم على هذا. وقرين الملائكة إما أن دوره أن يحفظنا من الشر، وإما أن يساعدنا على الخير، وقد ورد في تفسير الطبري حول قوله تعالى: «قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ...» الآية، بأن القرين هنا الكفّار المناع للخير وهو شيطانه الذي كان موكلاً به في الدنيا، ثم ذكر الحديث الذي سبق ذكره.

والقرين لا يزول؛ لأن الله -تعالى- خلقه وألزمه الانسان منذ ولادته بأن يغويه ويوسوس له إلى أن يموت،

بالإضافة إلى ذلك يوجد مخلوق من الجن يختلف عن القرين ويسمى العارض لأنه يعترض الانسان حينما يمسه سحر أو حسد أو مس. ويزول ذلك العارض ويبتعد إذا لجأ الانسان إلى ربه بالتضرع والدعاء وقراءة القرآن..
ولكي تفرق هذا عن ذلك، فإنك إذا كنت تشكو من هذا النوع من المرض أتوا بمن يقرأ عليك فإذا تأثر شيطانك من القراءة فإنه عارض، وإذا لم يتأثر فهو قرينك من الجن، وما فيك ليس سحراً ولا مساً من الجن.
أسباب اقتران الشيطان بالإنسان

يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في مسألة صرع الجن بأنه يكون لأسباب ثلاثة:

× تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به ، وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل.

× وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حار ، أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى ، هذا أشد الصرع . وكثيراً ما يقتلون المصروع.

وإجمالا يمكن أن نجمل أسباب اقتران الشيطان بالإنسان فيما يلي:

1.       الانتقـام  المباشر

يقترن الشيطان بالإنسان حتى ينتقم منه لأنه يظن أن الإنسي آذاه متعمدا، ويقول الناس عادة إنسان به ضرر أو مضرور والمقصـود بذلك أن الإنسي آذى الجني بشكل من الأشكال التالية أو نحوها:

× البول في الشقوق وعلى بيوت الحشرات أو حتى في الأماكن المظلمة .

× إيذاء الحيوانات مثل الكلاب والقطط . لأنها في الأصل تشكلت على هيئتها.

× الصراخ والبكاء والغناء وقراءة القرآن في دورات المياه أو داخل الكهوف .

× بصب الماء الحار في الحمامات دون ذكر البسملة.

 

× القفز أو السقوط من مكان عال بدون  ذكر البسملة فيكون السقوط على مكان فيه جن نائم أو غافل.

× يرمي حجر في بئر أو في فلاة بدون أن يسمي الله فيصيب به الجن .

× قراءة كتب السحر  ككتاب شمس المعارف الكبرى وتحضير الجن.

× قتل الحيات والثعابين في المنازل من غير تحريج عليها .

× رش المبيدات الحشرية على الحشرات بغير تسميه.

 

2.       انتقام غير مباشر :

أي أن يقترن الشيطان بأحد أقارب شخص معين لأنه استعصى عليه أن يقترن به مباشرة بسبب محافظة ذلك الإنسان على الأذكار والأوراد اليومية أو لأنه يحافظ على طهارته أو لأي سبب من الأسباب ، لذلك يعمل الشيطان على التسلط من بعد إذن الله تعالى على أعز أو أقرب الناس إليه، كأنْ يقترن بالزوجة انتقاما من الزوج .

3.       ظلم الجن للإنس :

وذلك غالبا ما يكون بسبب غفلة الإنسان عن ذكر الله ، يقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين} [سورة الزخرف:36].

4.       العشـق :

قد يعجب شيطان بإنسان معين ويتلبسه وربما عاينتم حالات كثيرة من حالات التلبس سببها العشق والإعجاب ، وهنا لابد أن نشير أنه ليس بالضرورة أن يكون المعشوق من الإنس جميلا أو وسيما .

5.       السحـر :

قد يلجأ العديد من ضعاف القلوب إلى السحر والشعودة من أجل جعل  خادم من الشياطين يقترن بشخص ما من أجل أديته. .

6.       العيـن :

ينفذ الشيطان في جسد المعيون مع نفس العائن.

 

 

لكن مع ذلك فإن الله -تعالى- بين لنا بأن القرين والعارض ليس لهما سلطان على من يعتصم بالله، قال تعالى: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (الآية 200 من سورة الأعراف)
وقال أيضاً: «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىا
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100)» (الآيات 98 - 100 من سورة النحل).
وفي الحديث الشريف: «إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» (رواه مسلم(