نورة الطقاقة ... الفنانة الشعبية التي غنت للجن!

 

من بين أغرب القصص الواقعية التي قد تسمعها في حياتك، قصة الطقاقة نورة والتي حدثت قبل سنوات بالكويت. بالضبط في فترة التسعينيات من نهاية القرن الماضي.

من العادات المنتشرة في الكويت أنهم في حفلات الزفاف يزينون البيت الذي سيقام فيه العرس بالأضواء وشتى أنواع الزينة والألوان ويحضرها أهل العروسين والأصدقاء والجيران على خلاف بعض البلدان التي يفضلون فيها الاحتفال بقاعات الأفراح أو الفنادق. ومما يميز الأعراس كذلك في الكويت، هو وجود فنان شعبي يغني مع فرقته ويحيي الفرح ولعل أشهرهم على الإطلاق الطقاقة نورة، إذ يحرص أغلب الكويتيين على حضورها أعراسهم نظرا لشهرتها الواسعة في الخليج ومهارتها في الغناء.

في يوم من الأيام تلقت الفنانة نورة اتصالا من أحدى السيدات لحضور زفاف ابنتها مساء الخميس على الساعة العاشرة ليلا وذلك في مدينة الصباحية الكويتية وذلك مقابل مبلغ كبير من المال. وافقت الفنانة على العرض دون تردد وأخبرت فرقتها المكونة من ست شابات وبعض الرجال.

في اليوم الموعود، حضر أعضاء الفرقة إلى العنوان المحدد، فاستقبلهم صاحب المنزل المتواجد في حي في أحد أطراف المدينة، وكان بناء كبيرا كثير الزينة والأضواء، وبقربه عشرات السيارات مما يدل على كثرة المدعوين وأن صاحبه من الأعيان أو من أغنياء البلد.

دخلوا وأرشدهم السيد إلى غرفتين متواجدتين في الطابق العلوي لتغيير ملابسهم والاستعداد لإحياء الحفل.

عندما كانت نورة والفتيات يتهيأن للحفل، سمعت إحداهن بكاء طفل صغير قادم من غرفة مجاورة وخرجت لتستكشف ما يحدث فلما فتحت الباب رأت طفلا صغيرا من بعيد فذهبت إليه لكنه اختفى في لمح البصر فاعتقدت أنها كانت تتخيل فقط وعادت إلى الغرفة وأخبرت صديقاتها بالأمر لكنهن لم يصدقنها!

وعندما حلت العاشرة ليلا، التحقت الفرقة بالمحتفلين الذين كانوا في انتظارهم بشوق ولهفة، فكان الصغار قبل الكبار ينتظرون أفراد الفرقة وخاصة الطقاقة نورة لإلقاء التحية. لكن كل الفتيات أكدن أنهن أحسسن بأن شيئا غريبا يحصل معهن أثناء ملامستهن لوجوه النساء اللواتي سلمن عليهن، إذ قلن بأن ملمس جلدهن كان خشنا وباردا يشبه جلد السحليات.. لكن ولا واحدة منهن تجرأت على ذكر ذلك.

كانت القاعة ممتلئة عن آخرها بالمدعويين وكان عددهم كبيرا جدا لدرجة أن القاعة لم تكد تستوعبهم جميعا...

كان كل شيء في قاعة الحفل يبعث على الترف والغنى، طعام وفير ومأكولات ومشروبات من كل الأصناف، أما الأثات فهو من النوع الفاخر ويبدو أنه جلب من البلدان الأوروبية.

عندما بدأت الفرقة في الغناء انسجم الجميع مع إيقاع العزف فبدأوا في الرقص بشكل هستيري وغريب، يصفقون ويقفزون، ويضربون بأرجلهم حتى أن جدران البيت كانت تهتز من شدة هيجانهم!

استمر العزف والغناء حتى منتصف الليل، فقررت الفرقة الموسيقية أخذ قسط من الراحة، خاصة وأن إحدى الفتيات أحست بصداع شديد في رأسها.

عندما كانت الفتيات في غرفتهن، تشجعن أخيرا وبدأن الحديث عن الأمور الغريبة التي تحصل في قاعة الحفل وتأكدن أن الحاضرين في الحفل لم يكونوا عاديين، عندها أخبرتهم نورة أنها لاحظت ذلك وأنهم ليسوا من الإنس وتصرفاتهم توحي بأنهم من الجن! وألحت عليهن بضرورة التصرف بشكل عادي والاستمرار في الغناء إن أردن النجاة بأرواحهن.

بعد الاستراحة، انظمت الفرقة من جديد لقاعة الحفل، وما إن بدأ الغناء حتى شرع الحاضرون في الرقص من جديد لكن هذه المرة كانوا في حالة هيجان أكبر من السابق، ومما زاد الأمر سوء في نفوس أعضاء الفرقة الموسيقية هو أنهم بدأوا يشاهدون أن أرجل الناس أمامهم كانت تشبه أرجل حيوانات لها حوافر! أما صراخهم فبدأ يعلوا ويعلوا حتى كاد لا يسمع غناء الفرقة الموسيقية.

أحست الطقاقة نورة بخوف شديد حتى كاد ينقطع صوتها، لكن حرصا منها على حياتها وحياة من معها قررت أن تتشجع وتستمر في الغناء كأن شيئا لم يحدث، وبذلك أشارت إلى فرقتها برفع إيقاع العزف والغناء ومجاراة الحشد أمامهم.. وهكذا استمر السمر والغناء حتى قرب الفجر فانقطعت الكهرباء فجأة عن المنزل وحل الظلام وعم الصمت المكان!

لم تصدق نورة ما يحصل لكنها أمرت أعضاء فرقتها على الفور بضرورة الهرب ومغادرة المكان! فخرجوا في لمح البصر غير آبهين بأغراضهم أو آلاتهم الموسيقية حتى وجدوا أنفسهم أمام باب المنزل، ولما نظروا خلفهم وجدوه مخربا ونوافذه وأبوابه محطمة ولا أثر للزينة عليه!

وبينما هم يبحثون من حولهم مكانا يلجأون إليه، صادفوا رجلا ذاهبا إلى المسجد لأدآء صلاة الفجر، فخاف منهم لكنهم أخبروه بأنهم فرقة موسيقية وأنهم كانوا يحيون حفل زفاف في ذلك المنزل الكبير! استغرب كلامهم وأخبرهم بأن ذلك المنزل مهجور منذ عشرات السنين!

بعد ذلك الحادث، إعتزلت نورة الطقاقة وفرقتها الغناء ولم يعد أحد يعرف عنها شيئا، جل ما بقي من ذكراها هي تلك الفيديوهات القليلة على اليوتيوب.